إن من انعكاسات استخدام الحاسب الآلي وانتشاره بشكل واسع في حياتنا ظهور فكرة التجارة الإلكترونية (electronic commerce)، والتي تعتمد على استخدام وسائل التقنية الحديثة بما فيها الحاسب الآلي والإنترنت، ونلاحظ شيوعها في صورة إبرام العقد فيها بطريق الإنترنت، وترتبط التجارة الإلكترونية بمستوى متقدم من التقنيات الخاصة بالحاسب الآلي وملحقاته وغيرها من العلوم الحديثة، وبقدر تقدم الدولة في هذه العلوم يكون دورها أكثر بروزًا في مجال هذه التجارة.
التجارة الإلكترونية (electronic commerce)
يعد مصطلح التجارة الإلكترونية مصطلحًا حديثًا في عالم المال والأعمال علمًا بأن ظهورها يعود إلى سبعينات القرن الماضي مع الابتكار المتعلق بالنقل الإلكتروني للأموال، ثم تطورت بع ذلك لتشمل تبادل البيانات إلكترونيًا، مما أدى إلى توسع الشركات التي تستخدمها سواء كانت صناعية، مالية، تجارية، كما تعد التجارة الإلكترونية عملية البيع والشراء عبر الإنترنت أو الشبكة العنكبوتية، وتشمل التجارة الإلكترونية كافة الأنشطة المتعلقة بالتجارة والتي تتم من خلال وسائل الاتصال الإلكترونية وتقنيات الحوسبة، مثل البيع والشراء عبر المتاجر الإلكترونية، والتسوق عبر الإنترنت، والتحويلات المصرفية الإلكترونية، والدفع الإلكتروني، وهي من أسرع وأكثر الطرق فعالية لشراء وبيع المنتجات والخدمات بين الأفراد والشركات على مستوى العالم، وتساعد في توسيع نطاق الأعمال وزيادة الربحية وتغيير مبادئ التجارة التقليدية.
المبادئ الرئيسية للتجارة الإلكترونية (electronic commerce)
تتبنى الدول والتجمعات الاقتصادية الكبرى المبادئ التالية:
- يجب أن يقود القطاع الخاص تنمية التجارة الإلكترونية؛ وذلك لتلبية حاجات السوق.
- يجب أن تتم المشاركة في التجارة الإلكترونية وفق قواعد السوق الحر والشفافية والتنافس العادل.
- تساهم الحكومات في خلق وتشجيع مناخ مستقر بتشريعات عصرية تتيح التوظيف العادل للإمكانات المحدودة لحماية مصالح المجتمع وهذا التدخل يجب أن يكون واضحًا وشفافًا وهادفًا ومرنًا وغير متحيز ومتلائمًا ونزيهًا ويوفر التكنولوجيا دون تميز أو تفرقة.
- يجب تشجيع آليات مشاركة القطاع الخاص في صياغة سياسات التجارة الإلكترونية محليًا ودوليًا.
- التأكيد على عالمية التجارة الإلكترونية ومن هذا المنطلق فإن السياسات الحكومية التي تؤثر عليها يجب أن تتم في إطار التعاون والتنسيق الدولي بحيث تضمن التجانس وتبادل التجارة عبر الحدود.
- يجب أن توفر الشركات وقطاع الأعمال حرية الاختيار والحماية للمستهلك.
- حماية المستهلك فيما يتعلق بالخصوصية والسرية وعدم الإفصاح.
أهداف التجارة الإلكترونية (electronic commerce)
تهدف التجارة الإلكترونية إلى تحقيق ما يلي:
- تزيد كفاءة وفاعلية عمليات الإنتاج والتسويق والبيع في كافة مراحل التخطيط والتنفيذ والتقييم والمالية.
- تعمل على تخصيص التكاليف، وذلك لأن استخدامات المنظمات للتجارة الإلكترونية يؤدي إلى تخصيص تكاليف العمليات التشغيلية والمالية.
- تساعد في إنجاز عمليات المختلفة في أقل وقت ممكن.
- تحقق اتصال أفضل وأسرع بالمشترين، وذلك لأن شبكة الإنترنت توفر وسائل ومنافذ جديدة للاتصال بالمشتري بصورة واسعة جدًا.
- تساعد في زيادة مستوى جودة العمليات، حيث أصبحت منظمات الأعمال تتبنى الجودة لمنهج متكامل، وقد برز ما يعرف باسم إدارة الجودة الشاملة (TOM)، وتسعى المنظمات من خلال تبني منهج التجارة الإلكترونية إلى تعزيز وتكريس مفهوم إدارة الجودة الشاملة في كافة عمليات المنظمة.
فوائد التجارة الإلكترونية (electronic commerce)
يوجد عدة فوائد يمكن تحقيقها من التجارة الإلكترونية، وذلك كما يلي:
- تعمل على اتساع السوق ووصوله إلى الأسواق المحلية والدولية، وذلك برأس مال قليل.
- تعمل على تقليل تكلفة ووضع ومعالجة وتوزيع وتخزين واسترجاع المعلومات المكتوبة.
- تقلل الوقت بين إنفاق رأس المال واستلام المنتجات والخدمات وتقلل تكلفة الاتصالات اللاسلكية.
- تقدم للعملاء أكبر فرص للاختيار من بينها.
- تسمح بالتسليم السريع في بعض الحالات.
- تساعد على زيادة عدد الأفراد الذين يعملون من منازلهم، وذلك يؤدي إلى تقليل عدد السيارات على الطرق مما يقلل التلوث.
خصائص التجارة الإلكترونية (electronic commerce)
تتميز التجارة الإلكترونية بعدة خصائص، هي:
- سهولة توافر المعلومات: وذلك بسبب انتشار الإنترنت في كافة أنحاء العالم.
- تخفيض تكاليف التبادل: حيث تعمل التجارة الإلكترونية على خفض المسافة التي تفصل المنتجين عن المستهلكين الذين بإمكانهم القيام مباشرة بالشراء دون اتباع الطرق التقليدية.
- السرعة: حيث تتم عمليات الشراء والبيع بسرعة فائقة دون الحاجة إلى الانتظار أو الذهاب إلى مكان البيع، بالإضافة إلى وجود طرق الدفع الإلكترونية التي تتم بشكل فوري.
- الراحة والسهولة: حيث يمكن للعميل شراء أي منتج أو خدمة من أي مكان وفي أي وقت.
- المرونة: حيث يمكن للتجار الإلكترونيين تغيير أو تحديث قائمة منتجاتهم وخدماتهم بسهولة وفي أي وقت.
- الأمان: حيث يتم توفير وسائل أمان عالية للمعلومات الشخصية والمالية للمستخدمين عن طريق بروتوكولات الأمان المعروفة في التجارة الإلكترونية.
أنواع التجارة الإلكترونية (electronic commerce)
يوجد نوعان من التجارة الإلكترونية، وهما:
- التجارة الإلكترونية التقليدية: هي امتداد لتجارة بدأت قبل ذلك بالطرق التقليدية في متجر، ثم تم افتتاح موقع التجارة الإلكترونية كامتداد للتجارة التقليدية.
- التجارة الإلكترونية الغير تقليدية: هي التي لم يكن لها إلا أن تنشأ في ظل وجود شبكة الإنترنت والتي يصعب تحقيقها بالطرق التقليدية بنفس السرعة والكفاءة.
الأدوات التي تعتمد عليها التجارة الإلكترونية (electronic commerce)
تتعدد الأدوات التي تعتمد عليها التجارة الإلكترونية، ومنها ما يلي:
1. الهاتف
هو أكثر الأدوات استخدامًا في التجارة الإلكترونية حيث يقدر عدد المشتركين مليار خط واشتراك في الهاتف حول العالم، ويستخدم في عمل دعاية للكثير من السلع والخدمات لاسيما أنه سهلا الاستخدام.
2. المواقع الإلكترونية
يعد أحد الأدوات الرئيسية في التجارة الإلكترونية، حيث يتم من خلاله عرض المنتجات والخدمات وإجادة البيع والشراء عبر الإنترنت.
3. وسائل الدفع الإلكترونية
هي كافة الإجراءات اللازمة لإتمام عمليات الدفع والتحويلات الإلكترونية، مثل الحسابات البنكية الإلكترونية وبطاقات الائتمان، والدفع النقدي عبر الإنترنت.
4. نظام إدارة المخزون
يتم استخدامه لإدارة المنتجات والخدمات في المتجر الإلكتروني ولتحديث الأسعار.
5. نظام إدارة الطلبات والشحن
يقوم بتتبع ومراقبة عمليات الطلب والشحن وإدارة الوصول إلى المنتجات.
6. النظام الأمني
يستخدم لتأمين المعلومات والعمليات الإلكترونية، وحماية البيانات الشخصية المرتبطة بالعملاء والمستخدمين.
7. نظام التسويق الإلكتروني
يتم استخدامه لجذب المزيد من العملاء والمبيعات على الموقع الإلكتروني، وذلك من خلال التسويق الإلكتروني والإعلانات على الإنترنت والترويج للعروض والحملات التسويقية.
8. نظام الإرسال الإلكتروني
يعمل على تسهيل وسرعة تبادل المراسلات، حيث يعمل على تسهيل إتمام المعاملات التجارية بين المشروعات بعضها البعض، ويسمح هذا النظام لأجهزة الحاسب الآلي بتبادل الوثائق والمستندات والمعلومات دون تدخل من جانب الإنسان.
مجالات التجارة الإلكترونية (electronic commerce)
يوجد عدة مجالات متنوعة للتجارة الإلكترونية وذلك على النحو التالي:
- التجارة العامة: وهو البيع والشراء عبر المواقع الإلكترونية.
- التجارة الإلكترونية الخاصة بالملابس والأزياء.
- التجارة الإلكترونية في مجال الأدوات الإلكترونية والكهربائية.
- التجارة الإلكترونية في مجال الأجهزة الذكية والكمبيوترات.
- التجارة الإلكترونية في مجال الأدوات المنزلية.
- التجارة الإلكترونية في مجال السفر والسياحة.
- التجارة الإلكترونية في مجال المواد الغذائية والمشروبات.
- التجارة الإلكترونية في مجال المجوهرات والأحجار الكريمة.
- التجارة الإلكترونية في مجال الكتب والمطبوعات.
- التجارة الإلكترونية في مجال الصحة والعناية الشخصية.
معوقات التجارة الإلكترونية (electronic commerce)
بالرغم من مميزات التجارة الإلكترونية إلا أن لها العديد من المعوقات والصعوبات التي تواجهها، وهذه المعوقات هي:
- البنية التحتية للاتصالات والتي تعني النقص في خطوط الهاتف التي تعيق استخدام الإنترنت.
- قيود التشريعات: وهي القيود التي توضع محليًا أو دوليًا، وهذه القيود يمكن أن تعيق الوصول إلى الأسواق المختلفة وفي بعض الأحيان قد يتعين تغيير بعض السياسات والإجراءات لتتوافق مع التشريعات.
- الخلافات التجارية والرسوم الجمركية: فقد ترتفع تكلفة الرسوم لشحن المنتجات بسبب الخلافات التجارية والرسوم الجمركية.
- قلة الثقة لدى المستهلكين: فقد يعاني الكثير من الأشخاص من عدم الثقة في التسوق عبر الإنترنت بسبب قلة الثقة في سياسات حماية المستهلكين وتسجيل البيانات الشخصية.
- يمكن سرقة إنتاج المخترع.
- قلة المهارات الرقمية: حيث يعد استخدام المنصات الإلكترونية صعبًا بالنسبة للمبتدئين، وذلك يحتاج إلى بعض التدريب لتحسين الكفاءة.
- الجهل بالقراءة والكتابة.
- حاجز اللغة وذلك لأن معظم التعاملات تتم باللغة الإنجليزية.
اقرأ أيضًا:
