تقنية الميتافيرس Metaverse

ماهي تقنية الميتافيرس (Metaverse)؟

أصبحت التقنية أداة رئيسية في شتى مجالات الحياة، لما لها من دور كبير في توفير وسائل وحلول حديثة؛ إذ مكنت الأشخاص من الالتقاء والتفاعل عبر الدول والقارات متجاوزة حدود الزمان والمكان، ويمكن تعريف تقنية الميتافيرس Metaverse بأنها تقنية تدمج الواقع الافتراضي، والواقع المعزز، والذكاء الاصطناعي، إذ تعد أكثر شمولًا وديناميكية في محاكاة العالم المادي، وتم مؤخرًا تطبيق هذه التقنية كوسيلة للتعلم ونقل المعرفة، ودراسة الفضاء والتاريخ والجيولوجيا والعلوم والطب؛ فهي الأكثر فعالية والأقرب إلى الواقع من بين التقنيات الأخرى.

ما هي تقنية الميتافيرس Metaverse؟

تقنية الميتافيرس هي عبارة عن سلسلة من العوامل الافتراضية التي تضم تفاعلات لا حدود لها بين المستخدمين من خلال الافاتار الخاص لكل مستخدم، وهي الحلقة الرئيسية التي تربط العالم المادي الحقيقي بالعالم الافتراضي الرقمي بشكل عام وشامل، وهذا ما جعل من الميتافيرس العالم الافتراضي الرئيسي في هذا الكون.

كما أنه يعني بأنه عالم ما بعد الواقع؛ إذ تدمج الواقع المادي مع الكيانات الرقمية وتتيح تفاعلات مستمرة ومتعددة، وتحتوي على عوالم ألعاب مفتوحة وتقوم على الواقع الافتراضي والمعزز، ويتم تمثيل المستخدمين فيها بصورة رمزية يتم التفاعل بينها في الوقت الفعلي في بيئات مشابهة للواقع بإحساس غامر يعيشه المستخدمين.

مراحل تطور تقنية الميتافيرس Metaverse

بدأ ظهور الذكاء الاصطناعي في منتصف القرن العشرين، حيث شكل اختراع الكمبيوتر التناظري من قبل البحرية الأمريكية عام 1983، وجهاز الكمبيوتر الرقمي الذي تلاه عام 1939؛ آلية من الآليات الضرورية في تاريخ الذكاء الاصطناعي، خاصة بعد تنظيم ورشة عمل تطبيقية حول الذكاء الاصطناعي، حيث ساهما في تحقيق قفزة قوية في مجال استخدام الذكاء الاصطناعي على مستوى أرض الواقع، خاصة بعد تنظيم ورشة عمل تطبيقية حول الذكاء الاصطناعي، من قبل الباحثان مارفنمينكي وجون مكارثي، حيث كان مشروع بحث صيفي بامتياز في كلية دارتماوث عام 1956.

وبناءً على ذلك، فالعالم اليوم أصبح يتجه أكثر فأكثر نحو إزالة الحواجز بين العالم المادي الملموس والعالم الرقمي الافتراضي، وذلك من خلال توظيف التقدم الحاصل في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، سعيًا منه لتحسين التفاعلات بين الإنسان والآلة ودمج البيولوجي بالتكنولوجي دون أن يستدل أحدهم الآخر، ذلك أن الوضع أضحى يحتم ضرورة توظيف التقنيات التي أنتجتها الثورة الصناعية الثالثة والرابعة من أجهزة الإعلام الآلي والإنترنت في مجال الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية، في أفق تعزيز الواقع الافتراضي والواقع المعزز ذي الإمكانيات الهائلة.

ويعد الميتافيرس آخر ما توصلت إليه أبحاث واكتشافات الدمج بين التقنيات المذكورة القديمة منها والحديثة، والذي أعلن عنه بشكل رسمي في نهاية عام 2021 رجل الأعمال والمبرمج مارك زوكربيرغ المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة فايسبوك، حيث صرح عن عزمه إطلاق هذا المشروع والعمل على بناء إنترنت يوطد العلاقات الاجتماعية، ويجسد التجارب ويجعل المستخدم عنصرًا بداخلها، وليس مجرد مشاهد لها، حيث يمكن من خلال هذا العالم أن يتلقي أي شخص بشخصٍ آخر في أي مكان يرغبان فيه داخل عالم الميتافيرس، وقد يكون هذا العالم عبارة عن تجسيد افتراضي لعالمنا المادي الحقيقفي بكل معالمه وخصائصه؛ بل قد يكون عبارة عن عالم افتراضي بالكامل وبمعالم وخصائص جديدة.

ويعود مصطلح الميتافيرس في الأصل إلى رواية الخيال العلمي لسنة 1992، حيث تتكون التسمية من مقطعين؛ الأول meta وهو يعني ما وراء، والمقطع الثاني verse الذي يأتي اختصارًا لكلمة Universe بمعنى العالم، والكلمتان معًا تأتيان بمعنى العالم الماورائي الذي ينم عن العالم الافتراضي، حيث يسعى مارك من خلال الميتافيرس إلى إنشاء العالم افتراضي يسد الفجوة بين العالمين الواقعي والرقمي، يستطيع فيه الأفراد إنشاء حياة افتراضية لهم عبر مساحات مختلفة من الإنترنت.

مجالات تطبيق الميتافيرس Metaverse

يمكن استخدام تقنية الميتافيرس في العديد من المجالات والتطبيقات المحتملة للميتافيرس تشمل:

  • التسويق والإعلان: تعد الميتافيرس أكبر منصة تسويقية يمكن استخدامها للترويج للأشخاص أو الشركات أو المنتجات، ويمكن عمل معارض افتراضية متكاملة لعرض أي محتوى، وستتحول المنتجات الواقعية الملموسة لمجسمات افتراضية يمكن عرضها.
  • قطاع الأعمال: يعد الميتافيرس  إضافة مهمة في مجال الأعمال وإدارة عمليات التجارة الإلكترونية وسوق العملات الرقمية وغيرها؛ حيث يعد استخدام هذه التقنية في التجارة الإلكترونية فعال جدًا للدمج بين الشراء المباشر والافتراضي.
  • قطاع الصحة: تتيح تقنية الميتافيرس تنظيم المعلومات وتشخيص المرضى بطريقة سهلة، حيث يمكن للتقنية القيام بماسحات ضوئية للمرضة عن بعد، كما يمكن مشاركة البيانات الأولية للمرضى والربط والتواصل مع الأنظمة الخدمية الأخرى.
  • السياحة والضيافة: حيث تم استخدام تقنية الميتافيرس في مجال السياحة والضيافة بطريقة تمزج بين الواقع والحياة الافتراضية، كما يمكن لعملاء تلك المؤسسات التواصل مع بعضهم أثناء التجربة وبعدها.
  • العلوم: حيث يمكن استخدام الميتافيرس في العلوم لتحليل وتصميم التجارب والأبحاث العلمية باستخدام اللغة الرياضية.
  • الحوسبة السحابية: يمكن استخدام الميتافيرس في تحسين كفاءة الحوسبة السحابية وتحسين أدائها بشكل عام.
  • تحليل البيانات: يمكن استخدام الميتافيرس في تحليل البيانات وتحليل النتائج في عدة مجالات مثل التجارة والأعمال.
  • التصميم الهندسي: يمكن استخدام تقنية الميتافيرس في تصميم الأنظمة الهندسية والتحكم في العمليات الصناعية والأنظمة الإلكترونية.
  • علوم النفس: يمكن لاستخدامها في تحليل السلوك البشري وتحسين الحوار الداخلي والخارجي.
  • الذكاء الاصطناعي: تستخدم تقنية الميتافيرس في تحليل البيانات وتصميم الخوارزميات والموديلات الجديدة.
  • التعليم: يمكن استخدام الميتافيرس في تطوير تقنيات التعليم وتصميم بيئات تعليمية جديدة.
  • اللغة الطبيعية: يمكن استخدام تقنية الميتافيرس في تطوير تقنيات التعليم وتصميم بيئات تعليمية جديدة.

تحديات تطبيق الميتافيرس Metaverse

يوجد عدة تحديات يجب تخطيها للاستفادة من تقنية الميتافيرس، وهذه التحديات هي:

1. إدارة التقنية: تحتوي الميتافيرس على مستوى عالٍ من التعقيدات في التصاميم الجرافيكية والجودة العالية؛ الأمر الذي يتطلب كفاءة عالية من التكنولوجيا والمهارة، والتكلفة المادية لتلك البرامج والأدوات.

2. إدارة التعليم: يحتاج استخدام التقنية إلى متطلبات إشرافية وإدارية عالية، كما أن المؤسسات التعليمية سوف تحتاج لمزيد من الرقابة والإدارة المالية وإدارة الهيئة التدريسية للعمل وفق المطلوب، حيث لا يمكن الاعتماد كليًا على التقنية، بل يحتاج الطلاب إلى توجيه المعلم، كما أن وجود المدارس الافتراضية قد يسبب ضعفًا في مستوى القراءة والكتابة.

3. الأمان والخصوصية: يوجد عدة مخاوف حول خصوصية وأمن معلومات المستخدمين، لأن هذه المعلومات غالبًا ما سيتم جمعها وتحليلها عن طريق أطراف أخرى أو الشركات التي تملك التقنية.

4. التحديات الأخلاقية والاجتماعية: أدى توجه الجيل الحالي للتقنيات الحديثة ووسائل التواصل الافتراضية إلى الإدمان في بعض الحالات، حيث يقضي المستخدمون أوقاتهم مع أصدقائهم الافتراضيون في معظم الوقت، مما قد يؤدي إلى ضعف في الروابط الاجتماعية الحقيقية، كما أن الضوابط الأخلاقية يجب أن تؤخذ في الحسبان، إضافة إلى كيفية الحفاظ على حدود المستخدم الشخصية كالتصرفات غير الأخلاقية والتحرش وانتشار الإعلانات التجارية.

مخاطر تقنية الميتافيرس Metaverse

توجد عدة مخاطر محتملة لتقنية الميتافيرس، ومن بينها ما يلي:

  • الأمان: قد يواجه النظام تهديدات أمنية من قراصنة الإنترنت والمتسللين الذين يحاولون العبث بالبيانات المخزنة بالنظام، وذلك قد يؤدي إلى سرقة المعلومات الحساسة أو تعريض الأمن والخصوصية للمستخدمين للخطر.
  • السيطرة الأخلاقية: يمكن أن تستخدم تقنية الميتافيرس للأغراض غير الأخلاقية مثل التلاعب بالمعلومات أو السيطرة على سلوك المستخدمين دون علمهم أو موافقتهم.
  • الأثر الاجتماعي: يمكن أن يؤدي تقديم المعلومات بطريقة متفاعلة وواقعية إلى إحداث تأثير على المجتمعات والفرد الذين يجتمعون على هذه المعلومات.
  • الإدمان: يمكن أن يسبب إدمان التقنية التأثير على صحة المستخدمين، وذلك بسبب قضاء الأشخاص مدة طويلة من الوقت على في الاعتماد على النظام والخيال على حساب النشاط الحقيقي.
  • العزلة الاجتماعية: يمكن أن يؤدي اعتماد الناس على التقنية الانعزال والابتعاد عن المجتمع.
  • نقص الثقة في الواقع: يمكن أن يتسبب اعتماد المستخمين على التقنية في نقص الثقة في الواقعية ويؤدي إلى الانعزال الذي يتنافى مع نشاط المجتمع.

استخدام تقنية الميتافيرس Metaverse في المجال التعليمي

يمكن استخدام تقنية الميتافيرس في المجال التعليمي من أجل تحديد الأهداف والخطط اللازمة لتحقيقها، ويمكن استخدامه في:

  1. تخطيط الدرس والتخطيط الدراسي: حيث يمكن استخدام تقنية الميتافيرس في تحديد الأهداف الدراسية وخطط الدروس اللازمة لتحقيقها، ولتحديد عناصر الدرس، مثل الموضوع والمهارات اللازمة لتحقيق الأهداف.
  2. تخطيط البرامج التعليمية: يمكن استخدام التقنية في تحديد أهداف البرامج التعليمية وخططها، ولتحديد أهداف تعليمية متعددة الأبعاد، ويمكن تطوير برنامج تدريب مستند إلى شبكة من الميتافيرس المترابطة.
  3. التقييم الشخصي: يمكن استخدام الميتافيرس في تقييم الأداء الشخصي عن طريق تحديد وتطوير عدة مستويات للتحليل والتقييم لقياس التقدم الفردي وتحديد النواحي التي تحتاج إلى تطوير.
  4. التطور المهني: يمكن استخدام تقنية الميتافيرس في تقييم التطور المهني للمعلمين وتحديد مدى تحقيق الأهداف المهنية التي تم الاتفاق عليها في البداية، وإعداد خطط لتطوير المعلمين في المستقبل.

اقرأ أيضًا:

Amaal El Nagar
Amaal El Nagar
المقالات: 11

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *